اختلف المفسرون والعلماء في كل من يأجوج ومأجوج وذي القرنين، وغير معلوم هل يأجوج ومأجوج سلالة بشرية أم ضرب من الخلائق لهم أصول مختلفة؟ وهل مدلول الآيات رمزي أم حرفي؟، حيث قال تعالى: ((قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا)).
هل اقترب خروج يأجوج ومأجوج.. ومن هو ذو القرنين؟
يأجوج ومأجوج قبيلتان من بني آدم، وهم من ذرية يافث بن نوح عليه السلام، وكانوا معروفين بالإغارة والسلب والنهب والقتل والظلم من قديم الزمان.
وكانوا يقطنون الجزء الشمالي من قارة آسيا، شمالا وغالب كتب التاريخ تشير إلى أنهم منغوليون تتريون، وأن موطنهم يمتد من التبت والصين جنوبا إلى المحيط المتجمد الشمالي، وأنهم عاصروا قورش الذي بنى سد دانيال.
كما ذُكِرَ أنهم مروا في إفسادهم في الأرض بسبعة أدوار، كانت بدايتها قبل (5000آلاف سنة) وآخرها: هجوم جنكزخان على الحضارة الإسلامية، فهم أسلافه.
وقد بنى الصينيون سورهم العظيم لحماية أنفسهم من هجمات القبائل المغولية التي لا زالت موجودة في شمال الصين وشمال غربه إلى الآن، وذكر بعض المؤرخين أنهم كانوا يقطنون في شمال أذربيجان وجورجيا وأرمينيا…ويطلق عليهم اليونانيون اسم: (كولش).
من هو ذو القرنين
ذو القرنين المذكور في سورة الكهف في قوله تعالى : (وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا ) الكهف/ 83 كان ملكًا من ملوك الأرض وعبدًا صالحًا مسلمًا، طاف الأرض يدعو إلى الإسلام، فنشر الإسلام وقمع الكفر وأهله وأعان المظلوم وأقام العدل.
صح عن مجاهد أنه قال: “ملك الأرض مشرقها ومغربها أربعة نفر: مؤمنان وكافران، فالمؤمنان: سليمان بن داود وذو القرنين، والكافران: بختنصر ونمرود بن كنعان، لم يملكها غيرهم “رواه الطبري في “التفسير” (5/433) .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: “وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي ذِي الْقَرْنَيْنِ فَقِيلَ كَانَ نَبِيًّا، وَقِيلَ: كَانَ مَلَكًا مِنْ الْمَلَائِكَة، وقيل لَمْ يَكُنْ نَبِيًّا وَلَا مَلَكًا، وَقِيلَ: كَانَ مِنْ الْمُلُوك. وَعَلَيْهِ الْأَكْثَر “انتهى بتصرف”.
وأما ما رواه الحاكم (104) والبيهقي (18050) عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا أَدْرِي أَتُبَّعٌ أَنَبِيّاً كانَ أَمْ لاَ، وَمَا أَدْرِي ذَا الْقَرْنَيْنِ أَنَبِيّاً كانَ أَمْ لاَ، وَمَا أَدْرِي الحُدُودُ كَفَّارَاتٌ لأَهْلِهَا أَمْ لاَ) ، فقد أعله الإمام البخاري رحمه الله وغيره.
قال الإمام البخاري رحمه الله: “وقال لي عبد الله بن محمد حدثنا هشام قال حدثنا معمر عن ابن ابى ذئب عن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما أدرى أعزير نبيا كان ام لا، وتبع لعينا كان ام لا، والحدود كفارات لأهلها ام لا؟
وقال عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي ذئب عن سعيد عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والأول أصح، [يعني: المرسل]، ولا يثبت هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الحدود كفارة ) “انتهى”.
“التاريخ الكبير” (1/153).